استراتيجية التّركمان العراقيين وكيفية التخلص من الأزمات السّياسيّة!

اذهب الى الأسفل

استراتيجية التّركمان العراقيين وكيفية التخلص من الأزمات السّياسيّة! Empty استراتيجية التّركمان العراقيين وكيفية التخلص من الأزمات السّياسيّة!

مُساهمة من طرف نظام الدين إبراهيم أوغلو الأحد 18 سبتمبر 2022 - 17:04

[rtl]د. نظام الدين إبراهيم اوغلو
باحث أكاديمي تركماني ـ تركيا[/rtl]

المدخل
[rtl]
 قبل كل شئء أريد أن ألمح إلى بعض الحقائق التاريخية عن القوميات الموجودة في العراق لكي لا يتباهى ولا يفتخر كل من يعيش في العراق من القوميات والمذاهب والطوائف بأفضليتها على الأخرين. وهنا لا نريد عرض مواضيع التّاريخ بالتّفصيل لأنّها ليست مواضيع بحثنا ولا من اختصاصنا.
وهنا نريد أن نقول أنّه هناك جماعة متطرّفة يدّعون بأنّهم هم أصحاب أرض العراق الحقيقيون فقط، وهم أولى بإدارتها والحكم عليها، ويدعون كذلك أنهم صاحب الكلام الأوّل والأخير في القرارات السياسية المهمة، ودون اعتبار أو أخذ أراء المواطنين الأخرين من القوميات والطوائف الأخرى وحتى عدم اعتبارهم كمواطنين في العراق.
وأقول أن هؤلاء المتعصبين والمنافقين لو قراؤا كتب التّاريخ سيجدون الجواب الشّافي على ما هم فيه من هذيان وأخطاء. ولوا قراؤا التاريخ جيدًا سيتعلمون منه من هم أصاحب هذه الأراضي العريقة.
فالتاريخ القديم للعراق يبدأ من الحضارة السّومرية والأكدية والبابلية والأشورية والكلدانية والسّاسانية والفارسية والاسلامية والسلجوقية والعثمانية، وحتى ما قبلها توجد حضارات ولكن لم نعرفها لعدم وجود وثائق تثبت بذلك. ونحن نعلم أن الحضارة السومرية باتفاق علماء المؤرخين في العالم هم من الأتراك. وهذا يعني أنّ الأتراك كانوا موجودين في هذه الأراضي منذ السومريين وإلى نهاية الدولة العثمانية. أما القوميات الأخرى فقد جاءت إلى بلاد الرافدين بعد ظهور الحضارة الاسلامية ومجيء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فهاجرت الأفراد على شكل عوائل وجماعات صغيرة واستوطنوا العراق، ومن بين المهاجرين هم العرب (هاجروا من شبه الجزيرة العربية واليمن) وأتراك الأناضول (هاجروا من أسيا الوسطى وتركمانستان) والفرس (هاجروا من إيران) والأكراد (هاجروا من تركيا وإيران وسوريا) وغيرهم تباعًا. والهجرة تمت لأسباب كثيرة منها بسبب الفتوحات الاسلامية أو لأسباب سياسية منها إنتقال العاصمة من المدينة إلى الكوفة ثم إلى بغداد أو بسبب القحط أو الكوارث الطبيعية. وبعد هجرة القوميات إلى العراق، ففي السكان التي يقطنها اكثر العرب أصبحت القوميات الأخرى التي يعيشه معهم بداؤا يتكلمون العربية حبًا للغة القرآن وكونها لغة رسمية في كافة الدّول الاسلامية فسموّهم بالعرب المستعربة. فإزدادت هجرة العرب والأكراد والفرس بعد سقوط الدولة العثمانية وإلى يومنا هذا هجرتهم مستمرة إلى بلاد الرافدين، عدا الأتراك لم يستطيعوا من الهجرة، لأن الإنجليز كانوا يعتبرونهم أعداءًا لهم فمنعهم من الهجرة إلى العراق. وهنا يجب أن لاننسى أن نبين أن أصحاب الحضارة الأولى في العراق هم السومريين من الأتراك، ثم أتت بقية الحضارات. وعندما أسلمت الشعوب الفارسية ومعهم كانت الأكراد، فكانوا من المذهب السني الشّافعي وبعدها تبنّت الدولة الإيرانية المذهب الشّيعي وقد اكتسبوها من الفاطميين في مصر وأسموهم بمسلمي إيران؛ وافترق الأكراد منهم لأنَّهم بقوا على المذهب السّني الشّافعي، وحتى أنهم أفترقوا عن الإيرانيين سياسيًا واستراتيجيًا وتاريخيًا واجتماعيًا، بسبب الضغوظ السياسية عليهم وسلب حقوقهم المشروعة. وأصبحوا شعبًا مستقلاً لا يؤيدون الحكم الايراني الصفوي (أنا أنزه الشعب الأيراني الطيب، لأن الصفويين هم أصحاب الفكرة الغربية، وصفي الدين الاردبيلي مؤسس الطريقة الصفوية وهو الجد الخامس للشاة اسماعيل الصفوي التركماني الذي فرض المذهب الشيعي على المجتمع الفارسي بالقوة )، وهكذا بدأ الأكراد يؤيدون الحكم العثماني. وبعد ذلك، بدأ ظلم الأكراد وبدأ هجرتهم إلى العراق ابتداءًا من القرن السّابع عشر إلى العراق تدريجيًّا وإلى الآن هجرتهم مستمرّة كما ذكرنا، من إيران وبعدها من سوريا وتركيا؛ وأما عرب شبه الجزيرة العربية فقد نزحوا منها إلى بلاد الرّافدين أي إلى العراق، بعد نبوة الرّسول محمد (ص) وتوسيع أراضي المسلمين كما ذكرنا. وبسبب انتقال مركز خلافة الدولة الاسلامية من المدينة إلى الكوفة ثم إلى بغداد، إزدادت هجرة عشائر شبه الجزيرة إلى بلاد الرافدين واستقروا فيها (أصل أكثرية عشائر العراق مهاجرين من الدول المجاورة للعراق، أنظر موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين للمحامي عباس العزاوي). علمًا أنه لايزال هجرة العرب أيضًا مستمرة إلى الآن عن طريق إيران وفلسطين ومصر ودول أخرى، أمّا التّركمان والأتراك بعد إقامة حضارتهم السومرية التركية القديمة، تمت هجرتهم في زمن الدولة العباسية كجيوش لحماية الخلافة العباسية، وبعدها جاءت السلاجقة ثم العثمانيين إلى العراق فاتحين الأراضي العراقيين من استعمار هولاكو وجنكيزخان الغير المسلمة. وأثناء حكم الأتراك المسلمون من سلاجقة وعثمانيين للعراق جلبت للعراق كل الخير والآمان والسعادة والأخوة بين القوميات، وبعد سقوط الدولة العثمانية على أيادي منافقة ظالمة من كافة القوميات ومن اكثر شعوبها، فانتشرت وعمت البلاد بالظلم والفساد والفقر والجهل..، وانقطعت هجرتهم بسبب احتلال الانجليز على العراق واستمرار ضغوطهم العسكرية والسياسية على الشعب التركماني. وهجرة الأتراك كانت عن طريق بلاد الخراسان والأناضول عمومًا، فالذين جاؤا عن طريق الخرسان هم من الشيعة وأما الذين جاؤا عن طريق الأناضول هم من السّنة عمومًا.
وبعض المؤرخين يقولون أنّ التركمان كذلك جاءوا إلى العراق كجنود مع السّاسانيين، واستقر بعضهم في مكة ثم في المدينة، وحتى أنهم بعد مجيء الاسلام شاركوا في غزوات الرسول (ص)، يقول المؤرخ التركي حسين ألكول في كتابه تاريخ الإسلام: أن موضوع عساكر التركمان قد وردت في كتب السير في غزوة خندق، "عندما خرج الرسول الأكرم ليفتش خيم عساكره فمر بخيمة الأتراك (قبة تركية) ، وعندما رجع إلى خيمته فسأل الصحابة منه من أين جئت يا رسول الله؟ قال جئت من خيم الأتراك. وبعدها هاجر الأتراك والتركمان من المدينة ومكة إلى بلاد الرافدين. وهناك رأي أخر للمؤرخين أن هجرتهم تمت إلى العراق بشكل جماعي في العصر الأموي أيضًا وهجرتهم استمرت إلى العراق إلى نهاية الدّولة العثمانية فقط  كما ذكرنا.
والذي أريد القول هنا أنّه لايُمكن لأي شعب من شعوب العراق أن يرى نفسه أنّه صاحب الحق في هذه الأراضي أو أنه صاحبه الأزلي فصاحب الأرض هو الله تعالى أولاً، وممن سكن فيها في أول الأمر أبونا آدم ثم نوح (ع) ثم ترك هذه الأراضي إلى أولادهم يافَث وسام وحام لأن ولده الرابع كنعان لقد أغرق في البحر، وهؤلاء الثلاثة يشكلون كافة أقوام الدنيا وهم أخوة من الأجداد من تركمانه وتركه وعربه وفُرسه وكرده وكلدانه واشوره ويزيده وصابئته. إذن أرض العراق أرض لكافة القوميات والمذاهب والاديان والشعوب، وباختصار كل من يعيش ويعمل من أجلها، ويخدم جيشها ويدافع عنها بكل غال ورخيص، ويشارك في بناء حضارتها، ويدفع الضّرائب المكلفة بها، ويحترم قوانينها العادلة. هذه هي أسس الوطنية والمواطنة الصالحة. ونحن كشعب تركماني عراقي لنا حقوقنا وواجباتنا تجاه الله والشعب والوطن والدولة.
والشّعب التركماني موفون كل هذه العهود دائمًا فهم مخلصون لوطنهم ويخدمون الجيش ويدفعون الضرائب ويدافعون عن الوحدة الوطنيّة والدّولة الموحدة وحتى عن وحدة الدّول الإسلامية كما كانوا يدافعون في عصر الرّسول (ص) والصّحابة وعصر الدّولة الأموية والعبّاسية والسّلجوقية والعثمانية. وعندما كانت الشعوب في إدارة الدولة العثمانية عاشوا سعداء واحرار وإخوة وتحت راية إسلاميّة موحدة، وإن كانت بينهم بعض الاختلافات البسيطة.
أما عن أسباب اضمحلال وسقوط الخلافة الاسلامية العثمانية كثيرة منها أنهم عاشوا فترة الفتور والركود ولم يطوّروا أنفسهم، أمام الحضارة الغربية، وابتعادهم عن العدالة واسرافهم في بيت المال، بالإضافة إلى دخول الجمعيات العالمية الغير الاسلامية في صفوفهم ومحاربتهم عن طريق جمعية الاتحاد والترقي وتحريض حسين بن علي شريف مكة مع أخذ مساعدات من قبائل عربية والقيام بالثورة ضد العثمانيين، وكانوا عاملاً أسياسيًا في إسقاط الدولة العثمانية، ولا يزال هؤلاء الغير المسلمين داخلين في صفوفنا ويدعون أنهم مسلمين كما أبداها عبدالله بن سبأ...، مع أخذهم تأييد المنافقين والخونة من المسلمين ومقابل ذلك عملت الدول الاستعمارية الغربية ليل نهار من أجل إقناع شعوبنا البائسة والاستفادة من جهلها للسياسة، ومن صفاء قلبها على الوقوف ضدّ الدّولة العثمانية، فاشتركت شعوب وقبائل كثيرة من أجل محاربتها واسقاطها من الدّاخل، وهم من الخارج، فاسقطوها، فسقطت معها كافة الدّول الاسلامية وسقطت معها حضاراتها وقيمها الأخلاقيّة. وهكذا اجبرت دول الاستعمار هؤلاء العملاء لأجل أن يستلموا مناصب عالية على الاتفاق معهم بمعاهدات واتفاقيات دولية كثيرة منها لوزان وسايكس بيكو مصدقة من قبل الأمم المتحدة ولفترة مائة سنة. وعلى وشك انتهاء المعاهدة الإنجليزية والعراقية جاءت الاستعمار الأمريكي الإنجليزي والإسرائيلي من جديد، وعقدوا مع عملائهم عقودًا جديدة، فدخلت دولة العراق مرة أخرى تحت حكم الاستعمار الامريكي والانجليزي من جديد.
والتاريخ يعيد نفسه؛ انهزم المسلمون في الحرب العالمية الأولى. وبعدها شنّوا على المسلمين حربًا أخر وهي الحرب العالمية الثّانية، فهزموهم مرة أخرى. ولأجل إتمام ما خطّطوها من مآرب قذرة على المسلمين كانوا يهدمون الأثار القديمة ويسرقون الوثائق والسجلات من الأرشيفات ويحرقونها لأجل تخلفنا وبناء حضارتنا من جديد، وفي الآونة الأخيرة وفي المرة الثالثة هاجمت أمريكا وأوروبا الدول الاسلامية بحجة الإرهاب الاسلامي من بينها العراق وقد احتلتها مع تأييد الدول العربية والاسلامية في عام 2003م، فدمروا حضارتها ومرافقها وفرّقوا شعوبها ويريدون الأن تمزيق اراضيها إلى ثلاث دول صغيرة.. وحتى انهم وقَعوا مع حكوماتها اتفاقية جديدة ولمائة سنة أخرى. وهكذا سوف تتكرر الهجوم العدواني من قبل الدول الاستعمارية على أرضنا وعلى أراضي الدول الاسلامية، لأنّ الحرب قائمة بين الحق والباطل، فإذا لم نعقل ولم نفيق من سباتنا ولم نتخذ التدابير اللازمة ضدّ ظلم الماكرين والانتهازيين والطّغاة، فسوف تكون نهايتنا أليمة لا قدّر الله. وأبسط أسلوب الحذر والتدابير، على الأقل أن يميز الشعب التركماني بين الصّالح والطّالح وبين الطّغاة والمفسدين وبين الطّيبين الصّالحين، وأن لا يرشّحوا ولا يقبلوا تعين الفساق في إدارة الدّولة، وأن يتحدوا ولا يتنازعوا وإلا يفشلوا وينهزموا ويذهب ريحهم.
وأريد أن أوضح كذلك أنه يوجد في كل العصور جواسيس وعملاء غير اسلامية تتسربت الى صفوف المسلمين، والإنسان العادي لا يمكن أن يميزهم، ويدّعي هؤلاء أنهم من أشراف البلد وأنهم مسلمون حقيقيون، ولكنهم لا يعرفونهم أنهم مستشرقون تعلموا ديننا ولغتنا أفضل منا؛ وهم يعملون ليل نهار من أجل هدم الدين الاسلامي، ونجد هؤلاء الفساق في صفوف الحكام والرؤساء والعلماء والشيوخ وآية الله، وفي صفوف السياسيين والعسكريين، وهؤلاء يحملون أسماء اسلامية من فاطمة وعائشة وزينب ومحمد وعلي وعثمان وحسن وحسين. فأقول للشعب العراقي وللشعب التركماني، إحذروا من هؤلاء، وأما عن كيفية معرفة هؤلاء! يكون عن طريق ملاحظة أعمالهم وتصرفاتهم وما ينطقون من التصريحات والفتاوى الغير المعروفة لدى المسلمين. وحتى يمكن مشاهدة تصرفاتهم مع عوئلهم ومع الناس والدولة، فإذا كانت أعمالهم تنافي القرآن والسنة فأحذروهم، فمثلاً كأن يريد تفريق وحدة صفوف المسلمين ويكذب ويريد غصب حقوق أخيه المسلم أو أنه يسرق من أموال الدولة أو أنه يظلم أو يقتل المسلمين أو يأمر بذبحهم أو يفكر فقط في مصالحه من دون مصلحة الناس والدولة، أو يفتي بفتاوى ضدّ مصالح المواطنين، ثم يصبغ فتواه المسمومة بصبغة اسلامية.
وهذه الفتن والابتلاء سوف لن ينته مادامت السموات والأرض قائمة. ومادام هناك شعوب شريرة تريد مصلحتها وتظلم الشعوب الأخرى. لذا يجب على كل الشعوب، حماية أنفسهم من الأعداء بكافة وسائل الحماية، كما هم يحمون أنفسهم، وأن لا يهملوا  أن ينافسوهم في العلوم والصناعات والتكنولوجية الحديثة من أجل بناء حضارات الأمم، كما أمرنا الله تعالى. ولأجل أن نكون خليفة الله في الأرض والقدوة الحسنة والمثل الأعلى، وأن نرفع راية الحب والعدالة والوحدة والحرية والاستقرار والأمن والمساواة شامخة بين كافة الأمم. وأن نراعي القوانين الإلهية، ونحترم قوانين الأخرين ماداموا لم يضرّوننا ولم يحاربوننا.
كما قلنا أن إدارة مسؤولية الدولة مطلب شريف وشرعي لكل شعب أصيل. وقد تسابقت الأمم المسلمة فيما بينهم من أجل رفع حضارة أمتها المبنية على التقوى والعلم والحكمة والعدالة والمساواة. والشّعب التّركماني طلاّب لهذا الشّرف العظيم، وقد سبقتنا أجدادنا في رفع هذهِ الرّاية في 17 حضارة وإمبراطورية في العالم ومن بينها خمس دول مسلمة في بلاد الرافدين دولتان كبيرتان وث دول صغيرة بالإضافة إلى كثير من الدّول غير المسلمة، ونحن كشعب تركماني لو فتح السّياسيون الغاصبون والانتهازيون، الطريق أمام الشعب التركماني للمضي في مساعدة الحكومة العراقية أو في إدارة العراق لاستطعنا على ذلك بإذن الله، لأنّ الشعب التركماني يمتلك مشروعا قادرًا على لم شمل كافة العراقيين ونبذ الخلافات فيما بينهم و تطبيق نظام عادل يوفر لكافة العراقيين اسباب العيش الكريم على اساس المساواة والحرية والعدالة، وأن يعيشوا بأمان واستقرار، ويكمن سرّ فوزهم ونصرهم ونجاحهم في إدارة العراق في ذكاءهم ودرايتهم ووفاءهم وإخلاصهم وتجاربهم الفائقة، وبعملهم الدّؤوب والجهاد والفداء بكل غال ورخيص من أجل إرضاء الله والإنسانية معًا.
 [/rtl]

استراتيجية ومكر الأعداء والمنافقين
[rtl]
 
هناك بعض الحقائق يجب ذكرها أنّه توجد جماعات متعصبة للقوميات فيصطنعون استراتيجيّات وأهداف جديدة باستمرار لأجل نيل الكثير من المنافع والاستفادة من الأوضاع السّياسية المتوتّرة، وينكرون طموحات ومطالب الشّعب التّركماني وحتى أنّهم لايعترفون أنهم شريحة هامة من شرائح الشّعب العراقي، وحتى من فيهم يقوم بإبادة هذا الشّعب العظيم، وذلك بتوسيع استراتيجيتهم وتغييرها المستمر من تقسيم العراق والفدرالية والاستفتاء لتطبيق مادة 140 من الدّستور العراقي (وبالاصل الدستور الأمريكي ـ الإسرائيلي). علمًا أنّ التّقسيم والفدرالية الخططة للعراق عبارة عن فدرالية كردية، وشيعة عرب، وسنة العرب، أما التركمان فلا شيء لهم بالرّغم من كونهم ثالث أكبر قومية عراقية المؤيدة بالدستور العراقي، وكونهم عنصر أساسي في بناء حضارات بلاد الرافدين.
وهناك استراتيجيات وحقائق سياسية أخرى وهي نزوح إجباري لأفراد شعوب أخرى لآمال سياسية والتي يعرقل أيضًا الاستقرار السياسي الدائم والتي لايمكن أن نجده في مجتمع أسّس بنيانهُ على التجميع الإجباري لشعوب غير متجانسة قوميًّا، وبسبب هذا التّجمع والتي بنيت أساسه على العنصرية والطّائفية تفرّقت وتشتت وحدة العراق، وهذا التّجمع لم تصنعه الطّبيعة ولا الفطرة السّليمة التي أهداه الله إلى الشّعوب العراقية المؤمنة، لأنهم يعملون مع قول القرآن (إنّما المؤمنون أخوةٌ). ولكن اصطنعته الآيادي القذرة.
رغم كل هذه المحاولات ومكر الأعداء والطّغاة المتكررة على غصب وتهميش حقوق الشعب التركماني المشروعة، استطاع الشّعب التركماني الكريم بثباته وصبره وتصرفاته بالحكمة والموعظة الحسنة أن يحمي نفسه ويبعد الشّر بشكل من الأشكال من حوله لعصور عديدة، وسوف ينتصرون أيضًا ـ بإذن الله ـ على الظلم التي يجري بحقهم في القرن الواحد والعشرين إن شاء الله. وأساس نصرة هذا الشّعب المظلوم وفشل الطّغاة والمنافقين بلا شك ناتج عن نصرة الله تعالى لهم لأنّ الله مع الشّعب المظلوم مهما مكر الماكرون فقال تعالى (ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يُطاع)، (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). (إنّ الله مع الذين إتّقوا والذين هم محسنون) والتاريخ يكتب كل هذه الأحداث إمّا أن يخلّد اسماء هؤلاء الظّالمين مع فرعون ونمرود وإستالين وهتلر ونحوهم من الطغاة المسلمين الذين خسروا الدّنيا والأخرة. ومقابل ذلك هناك من الطيبين اللذين سيخلّد اسماءهم مع الأنبياء والصّديقين والشّهداء ومع الامام الحسن والحسين والقائد صلاح الدين الأيوبي والسّلطان محمد الفاتح فيربحوا الدّنيا والأخرة، لأنّهم كانوا يعملون من أجل إرضاء الله تعالى، ومن أجل إحقاق الحق وإقامة العدل والمساواة بين الناس. ويتبين لنا أن الطّغاة في الوقت الحاضر لم يأخذوا عبرًا ودروسًا من التاريخ ولهذا "التاريخ يعيد نفسه". ونحن ننصح الظّالمين والطّغاة والمتعصبين للمذاهب والقوميات والطائف بالرّجوع إلى الأنصاف وإلى طريق الحق وإلى طاعة الله تعالى ورسوله وإلاّ سوف يفقدون أشياء كثيرة.
وننصح هؤلاء أيضًا، أنه يمكن ان تدّعي كلّ القوميّات والأطراف أنّهم على حق في طلب أكثر من الحقوق، ولأجل الوصول إلى أحقية طلبهم عليهم بالرّجوع إلى أحكام القرآن والسّنة وإلى أهل الحل والعقد وإلى أراء أكثرية العُلماء والنّاس أجمعين وحتى بالرجوع إلى المحكمة الدولية، وإلى التّاريخ وحتى أنهم يمكن أن يستفيدوا من الحقائق العلميّة والأحداث التاريخية والواقع الذي يعيشون فيها. علمًا أن نصيحتنا كلها تنصب على المسلمين الطيبين. لأن الكفار والأعداء والمنافقين لا يمكن أن ننصحهم لأنهم أعداء الله تعالى ولا يمكن أن يأخذوا نصيحتنا أبدًا لآن هؤلاء (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم فهم لا يؤمنون).[/rtl]

 
استراتيجية الأحزاب والمنظمات التركمانية
[rtl]
        استراتيجية الشّعب التركماني السّياسيّة هو أن يبقى مع الشعب العراقي وفي أرض الجمهوريّة العراقيّة ولكن لظروف سياسية غير مستقرّة يجبرهم إلى التّفكير مثلما يفّكر بها الجماعات والميليشيات وبعض الجهات العراقيّة الظّالمة السّالبة لحقوق الشّعب التّركماني وضغطهم عليهم سياسيًا واقتصاديًّا وعسكريًّا بترك الوطن أو البقاء تحت إطار إقليمهم أو في إطار دولتهم الجديدة الفدرالية أو المستقلة وقد فقدت استقرارها وابتعدت عن الديمقراطية والتعددية الحزبية وعن العدالة والحرّية ونحو ذلك. وهذا لا يحتاج إلى دليل لأنّنا كلّ يوم نرى ونسمع استراتيجيات وخطط شرق الاوسطية الجديدة ومخططات استعمارية جديدة تجاه الشّعوب العراقية الأصيلة.
وباختصار أنّ مطلب الشعب التّركماني في العراق هو كسب الحقوق المشروعة كما جاءت في دستور القرآن أو في دستور الأمم المتّحدة، وهذه المطالب والحقوق من المفرضة يجب أن يُعطى دون أن يُطلب، ولكن دول الاستعمار علّمت الشعوب المتخلّفة على (أن الحق لا يُعطى بل يُؤخذ بالقوة) وعلّمهم أيضًا (أطلبوا الكثير حتى تحصلُوا على القليل)، فانطلاقًا من هذه المبادئ الباطلة بدأ المنافقون يطبقون على الشّعب التّركماني هذه الشّعارات فلا يعطون حقوقهم بل يطلبون منهم الكثير يطلبون أراضيهم ويطلبون تهجيرهم ويطلبون إبادتهم ونحو ذلك. ويبعدونهم عن المناصب الكبيرة والمهمة.
وأنّ الشّعب التّركماني والحركات التركمانية في العراق تمر في هذهِ الأيام بمأزق سّياسي وبمرحلة خطيرة ومن أجل تحديد سقف مطالبها بما يتماشى مع الوضع الراهن والظروف المتوفرة حاليًّا فهناك بعض أطراف الحركة التّركمانية تطرح حقوق المواطنة وبعضها تطرح الإدارة الذاتية وبعضها تلمح بكونفدرالية شرق أوسطية وبعضها تلمح إلى الفدرالية والحكم الذاتي. فباعتبار أن القضية التركمانية فهي قضية أرض وشعب وليس قضية مواطنة فأين تقف استراتيجية مطالب الحركة التركمانية في المرحلة الراهنة؟
لذلك لا بد من توضيح بعض المفاهيم والمصطلحات السياسية التي تتداول كثيرًا على ألسنة بعض السياسيين والمثقفين وبعض أعضاء الحركات التركمانية، فالشّعب التركماني مع قانون الإدارة المركزية والعراق الموحد كما ذكرنا أعلاه. ولكن عند اجبارهم الشّعب التركماني على التهميش وسلب الحقوق فعلى وجهاء الشّعب التّركماني أن يجتمعوا ويستشيروا الشعب البتركماني وكبار شخصيّاتها السّياسيّة ورؤساء أحزابها وأن يأخذوا قرارات صائبة، معتمدًا على الله تعالى وعلى قوتّهم وقدرتهم الرّادعة للأعداء الظالمة. وقدرة الشّعب وإرادته أكبر من قوة السلاح والجيش، ولكن علينا أن لاننسى الجوانب الأخرى منها القوّة السّياسيّة والاقتصادية والبشرية والعسكرية فتشكيل مثل هذهِ القوّات تفيد في إحلال السّلام وردع الأعداء من ظلم الشعب وغصب حقوقهم والسيطرة عليهم والاستيلاء على أراضيهم.
وأخيرًا أريد أن أقول للذين يريدون تجزئة أو تقسيم العراق إلى دويلات أيهّا الضّالون المضلون أتعرفون ماذا ستخسر العراق إذا تفرقت إلى دويلات وحكمت دول الاستعمار عليها؟ ستخسر الشعب إيمانها وثرواتها ووطنها، وتضعف وتفريق صفوفها وقوتها وحتى الشعب تتعرض إلى الإبادة الجماعية من قبل الأعداء.
نطرح في أدناه للجهات المعنيّة مطالب واستراتيجية الشّعب التّركماني: والتي يعتبرها الشّعب التركماني الحلول الإساسية لقضيّتهم العادلة، وهذا العمل السّياسي الصّعب يقع على عاتق القياديين ورؤساء الأحزاب بالدّرجة الأولى. ومن المطالب الأساسية:
1ـ بقائهم في إطار نظام الدّولة المستقلّة الواحدة: والانتماء للوطن العراقي الموحد والعيش مع العراقيين تحت راية واحدة وإدارة مركزيّة واحدة هو النّظام المتفق عليهِ من قبل الشّارع التّركماني. بشرط أن تعترف الدولة لهم أنهم عنصر أساسي في العراق لأنهم يشكلون ثالث أكبر مكون أو جماعة عرقية في العراق. فعليه يكون لهم حقوق مثل حقوق العرب والأكراد سواءً كانت من الناحية السياسيّة والعسكرية أو الثقافيّة أو الاجتماعيّة أو التربوية أو الإدارية ونحو ذلك.
2ـ وإذا لم يشرع مطاليبهم فيُجبرونهم على طلب نظام الحُكم الذّاتي: وهي نظام إداري خاص يكون لشعبنا كافة الحقوق الإنسانية المشروعة بإتّفاقيات دولية ولكنه مرتبطة كليًّا للإدارة المركزيّة. وهي استقراء تاريخي للمجتمع الدولي الحديث تبين أن مفهوم الحكم الذاتي قد برز في القرنين التاسع عشر والعشرين نتيجة التحالف الدولي الذي كان له أثر في العلاقات القانونية والسياسية بين الدول السياسية وأقاليمها.
3ـ وإذا رُفض هذا أيضًا فيضطر الشّعب التّركماني إلى طلب أحد هذهِ الأنظمة:
ـ نظام الولايات المستقلّة (Eyalet) : والتي تتشكل من 3 أو 4 محافظات ذات إدارة مستقلّة ولهم كافة الحقوق الإنسانيّة المشروعة ومرتبطة إلى الإدارة المركزية.
ـ أو نظام الفيدرالية (Federasyon) : وهي نظام إداري مستقل له حكومته، ماعدا وزارته الخارجيّة مرتبطة بالإدارة المركزيّة. والفيدرالية أو الاتحاد تنشأ لإتحاد يطلق عليه اسم الاتحاد الفيدرالي أو الاتحاد الدستوري.
ـ أو نظام الكونفدرالية (Konfederasyon) : وهو نظام إداري له حكومته المستقلة ولكن بشرط أن يرتبط بإدارة أكبر منه. ويعني قيام اتحاد بين عدد من الدول ذات سيادة كاملة من أجل تنمية أو تحقيق أغراض معينة خاصة كالتنسيق الاقتصادي أو الأمني أو الإعلامي، والتنسيق الأمني بين دول الاتحاد الكونفدرالي يعني كسب القوة والأمن لهذه الدول داخليا وخارجيا.
ـ أو تشكيل إقليم (كإقليم تركمن إيلي): وأكثرية الشعب التركماني يطلبون هذا التشكيل، والإقليم أيضًا نظام إداري سياسي الذي يجمع بين أفراد الدولة. إذ فيه يتحقق للشعب الاستقرار والآمال. ومن خلاله تتحقق وحدة ونمو الضمير الجماعي. وتتأكد لديهم فكرة الوطن. وعلى ربوعه يدور نشاطهم وكدهم وعملهم. وهذ العمل لا يطلبه الشّعب التّركماني.
ويجب علينا أن لا ننسى بعد تحديد الاستيراتيجية الواضحة. احتفاظ الشعب التركماني على أراضيهم ومدنهم التي حددتها الجبهة التركمانية، لأنّ بدون وجود أراضي ومدن تركمانية والحفاظ عليها بالاضافة إلى الحفاظ على الدين واللغة والنسب أما عن كيفية احتفاظ الشعب التركماني فهناك مقالات كثيرة يمكن مراجعتها.
 [/rtl]

كيف يمكن على الشّعب التّركماني التّخلص من الأزمات السّياسيّة؟
[rtl]
 
هناك طرق عديدة نذكر منها:
أ ) واجبات السّياسيين والشّعب التّركماني في إنقاذ شعبهم:
تقع على عاتق السّياسيين والمفكرين واجبات كبيرة تجاه الشّعب التّركماني ومن بين هذهِ الواجبات ما يلي:
1ـ أن يضعوا المبادئ السّامية الإسلاميّة والعالمية لمنهجم والسير على خطاها دون تردد أو كسل أو خوف. علمًا أنّ نظام الحكم في العراق نظام إسلامي ديمقراطي لذا لا يحتاج تطبيق أنظمة أوروبية، وحتى لا يمكن أن نأخذ نظام الدّول المجاورة أو الدّول الأخرى لأن هذا النظام مطلب أكثرية الشّعب العراقي. وعند عدم اعتبار إرادة الشّعب العراقي والتركماني في هذا النظام الديمقراطي الجديد، التي جاءت بعد سقوط نظام البعث، فيؤدي إلى عدم الاستقرار والراحة وعدم ثقة الشعب بحكومته ودولته، وهذا يعني هلاك ودمار الشّعب العراقي.
أيها الشعب التركماني، نحن نرى في الوقت الحاضر بعض الجهات والفئة الباغية القليلة والقوية بميليشياتها، بسبب إسناد قوتّهم الدّول الكبرى الغير الإسلامية؛ ونرى من جهة أخرى هناك جهات وفئات أخرى يمسكون زمام الحكم بكثرة عددهم، مختصبين حقوق الشعب التركماني، فيغيرون قرارات الجمهورية العراقية حسب أهوائهم، فلا يريدون مصلحة الشعب بل يريدون تمزيق الدّولة إلى دويلات ويُغالون في التّعصب دون أخذ أصحاب الأراضي الأصلية بنظر الاعتبار. وما علينا إلاّ أن ندعوهم من الله تعالى إلى الخير والصّلاح ونترك الأمر إلى الله لكي يجازيهم كما يشاء، أو أن نقف بوجهم ونعرقل آمالهم.
2ـ عدم التفرقة والتعصب الأعمى على أساس الطوائف أو المذاهب أو القوميات كما أمرنا ديننا الحنيف (لاترجعوا بعدي كُفّارًا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ) رواه مسلم. (ليس منا من دعا الى عصبية) متّفق عليه.
3ـ وضع لائحة جواب أو كتابة شروح أو جواب على كلّ موضوع سياسي أو عسكري أو اجتماعي أو اقتصادي أو فكري ونحو ذلك، ودون البقاء بدون جواب علمي ومنطقي وأن يكون الجواب على الصّعيدين المحلّي والعالمي وإلاّ سوف تكون أضرارها كبيرة من النّاحية السّياسيّة. وهذه المسؤلية تقع على عاتق مثقفي الشّعب وعلى العلماء والمفكرين السّياسيين الحاذقين وحتى علماء الدّين الأفاضل.
4ـ ترشيح سياسيين قياديين حكماء لهم البعد السّياسي في التّفكير عليهم أن لا يخافوا ولا يستصغروا أنفسهم فتاريخنا ساطع كما ذكرت في المقدمة، فلماذا الجبن فالموت آتٍ على كل إنسان سواءً الآن أو بعد غدٍ في السّاحة السّياسيّة أو في البروج المشيّدة. كما نعلم أنّه لا يشترط في القيادة السّياسية أو العسكرية الشّهادة العليا والثروة الطّائلة والجماعة الهائلة وكبر السّن ونحو ذلك، بل يحتاج إلى لياقة ومهارة ومعرفة مهن السياسة والقيادة الحكيمة، فلو حصل على شهادة بكلوريوس تكون أفضل.
6ـ على السّياسيين القرار على تشكيل أسباب القوة الرّادعة من كلّ النواحي كما ذكرت أعلاه وهي ركن أساسي في الدّفاع عن المطالب وعن الشّعب التركماني.
7 ـ تهئة الشّعب التركماني في كيفية مطالبة حقوقه والدّفاع عن نفسه، سواءً عن طريق التّثقيف الذّاتي أو التعليم المهني، ومن ناحية أخرى إعداد عناصر القوّة مثل القوّة الاقتصاديّة والسّياسيّة والعدديّة والجُغرافية والعلميّة والتّكنولوجيّا والثّقافيّة والاجتماعيّة.
8ـ الإكثار من فتح الجمعيّات والأوقاف والحركات التّنظيمية بشرط أن يتحّدوا تحت سقف واحد ويكونوا يدًا واحدة للدفاع عن حقوقنا المشروعة، وأن يكون حبهم وبغضهم لأجل إرضاء الله، لا لأجل إرضاء الأفراد والأحزاب: وعليهم الإحترام المتبادل في الأراء والأفكار وعدم التّعصب لفكر واحد، وتشجيهم لمشاركة العمل الجماعي.
 
ب ) كيف يُمكن أن نغلب الطّغاة والأعداء؟
1ـ إذا نظرنا من النّاحية العددية فهم أكثر منّا بالعمليّة الحسابيّة // فيُقابلهُ قوّة إيماننا مع تعاون جنود الله من الملائكة فتتعادل المعادلة الحسابيّة. فقال تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله واللهُ مع الصّابرين) ، (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود، فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودًا لم تروها) وهي الملائكة التي نزلت في ثلاث غزوات بدر والأحزاب وحُنين لنصرة المؤمنين، وحتى في العصر الحديث هناك شهود عيان أن في حروب المسلمين شهدوا مساعدة الملائكة لهم.، فمثلاً في حرب جَنَقَلا (جنه قلعة) التركية مع دول الغرب بعد سقوط الدولة العثمانية والحرب الأفغانية مع روسيا والتي كانت سببًا لسقوطها. وحرب قبرص التي حدثت بين قبارصة الروم والأتراك وقد ساعدتهم دولة يونان والدول الغربية. وتركيا ساعدت الأتراك، فشهد المتقون جنودًا لم يوها من قبل يساعدونهم في الحرب. وسوف يرسل الله تعالى جيوشه وإلى يوم القيامة لأنّه أوعد المؤمنين الصالحين على ذلك
2ـ وإذا نظرنا من ناحية العدّة والأسلحة والتّكنولوجيا والصّناعة فهم أقوى منّا // ولكن تُقابل هذهِ المعادلة عند المسلمين الجهّاد والتّضحية والإيثار وهذه غير موجودة عند الأعداء.
3ـ وإذا نظرنا إليهم من الناحية الاقتصاد والثّروة الماليّة سوف يظهر لنا أنّهم أغنى منّا (أي هم أقوياء من الناحية المادية فقط) // ولكن في واقع الأمر نحن أغنى منهم  ولكنّهم أصبحوا أغنياء بثرواتنا. ومع هذا نحن كمسلمين أغنى منهم من الناحية المادية إذا استغلنا ثرواتنا، وحتى إن لم نستغل كلها فنحن كمسلمين أقوى منهم من الناحية المعنوية، لأنّه لنا مبادىء سامية اكتسبناها من الإسلام ومن أجلها نقاتل، وهي أننا نصبر على العيش البسيط والاكتفاء بطعام واحد ونعرف كيف نطعم الجائع من أجل إرضاء الله، ونعرف الشكر دون العصيان على شظف العيش، مقابل ذلك الأعداء لا يعرفون كل ذلك. وهم لا يُقاتلون الاّ لأجل المال لذا يخافون من الموت ثم لا يستطعون الصّبر على طعام واحد، لذا غنانا، فينهزمون من الحرب إذا صبر وثبت المسلمون في الحرب وقوتنا يكمن في هذه أيضًا.
4ـ كذلك هم من الناحية السّياسة والدّبلوماسية العسكرية يتبيّن أنّهم يفوقوننا بخدعهم ومكرهم // وفي هذهِ الحالة أيضًا قوّتنا في هذه الأمور تفوق الأعداء، لأننا لم ولن نكن المهاجم والبادي للحرب أبدًا ولم نكن نظلم ولا نقتل ولا نشرد الأطفال والشيوخ والعزل من السلاح، وأننا دائمًا أصحاب الحق، وعبر التاريخ نجد أنّ أصحاب الحق والمبادىء السامية هم المنتصرون وإن تبين نصرة الأعداء في أول الأمر. ولكن في النهاية يكون النصّر للعدالة والحق. ثمّ نحن كمؤمنين نؤمن بعدالة الله تعالى ونصرته لنا، ولكن إذا استقمنا معه كما أمرنا الله (فاستقم كما أُمرت) ، وكذلك إذا سعينا ووحدنا صفوفنا وأطعنا أوامر الله وأخذنا كافة أسباب النصر والنجاح سواء كأفراد أو جماعات لأنتصرنا لامحال. (آلا إن حزب الله هم المفلحون). (بئس مثل القوم الذين كذّبوا بآيات الله) ، (لاتزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم يأتي أمر الله وهم ظاهرون للناس) رواه البخاري وأحمد. والدّين الإسلامي محفوظ من قبل الله تعالى كما قال (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، وقال أيضًا (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلن بعدُ من خوفهم أمنًا يعبدونني ولا يشركون بي شيئًا).
وأخيرًا علينا أن نواعد الله تعالى على التوبة وعدم الرّجوع إلى الفساد أبدًا، وأن يعفو عنا وينصرنا على أعدائنا وأعداء الله إلى يوم القيامة.
 [/rtl]
شروط الدّفاع عن أنفسنا
[rtl] 
الشّعب التركماني مثقف ومدني يعرف كيف يدافع عن نفسه ويطبق ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الانسان:
1ـ فيطرح القضيّة التركمانية إلى الجهة المعنيّة في العراق وهي المجلس الوطني العراقي والحكومة العراقية بشكل واضح ومفصّل وبإرادة وعزم ودون خوف أو تردّد لأنّ الشّعب التركماني هم أصحاب الحقّ وأصحاب هذا الوطن العريق الذي لايُريد تفريق شعبه أو تمزيق وطنهِ من القلب الصّادق الذي لا رياء فيهِ والتاريخ خير شاهد على ذلك.
2ـ وإذا لم تنحل فيبين الشعب التركماني على عدم راحتهم للقوانين والظلم بحق التركمان بالاضرابات ومسيرات الإنكار والاحتجاج السلمي ويطلب حقوقهم المشروعة بشكل حضاري وشعب متمدن لا بشكل همجي وشعب متخلف يهدم ويخرّب ويسرق ويقتل ونحو ذلك كما يفعله غيرنا.
3ـ وإذا لم تنحل ترفع الشّكوى إلى جامعة الدّول العربية لأنهم يعيشون في إطار هذهِ الدّول وإذا عجزت وتمايلت هذه الأطراف إلى الطّرف الأخر في غصب حقوقهم فسوف لا يعترف بأي قرار تصدر منهم.
4ـ وإذا لم تنحل ترفع الشّكوى إلى جامعة الدّول الإسلاميّة.
5ـ ثمّ ترفع القضية إلى جامعة الأمم المتّحدة، والتي تحكمها الدّول العظمى المنحازة ضد المسلمين دومًا.
6ـ وأخيرًا إذا لم يجدوا أي تقدم في اعطاء حقوق التركمان المشروعة، ثم يرغمون على تهميش حقوقهم وعلى هجرتهم وحتى على إبادتهم وقتلهم. وهنا وما عليهم إلاّ أن يدافعوا على أنفسهم بشكل مشروع ومقبول معترف في كافة قوانين الدّول ألا وهي الدّفاع عن الدين الاسلامي والدفاع عن النّفس والمسلمين وعن الأرض والثروات والوطن والشّرف. وعلّمنا الله تعالى أسلوب الدفاع فقال تعالى (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ). (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى). (فمن إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ما إعتدى عليكم). وقال أيضًا (وأعدّوا لهم ما آستطعتم مِن قوّةٍ ومن رباطِ الخيلِ).
 
والله من وراء القصد
[/rtl]
نظام الدين إبراهيم أوغلو
نظام الدين إبراهيم أوغلو

استراتيجية التّركمان العراقيين وكيفية التخلص من الأزمات السّياسيّة! 01010

ذكر
عدد المساهمات : 1
معدل النشاط : 1434
السُمعة : 0

https://www.netnizamttin.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى